السبت04202024

Last updateالأحد, 29 حزيران 2014 7pm

Arabic English French German Italian Spanish
Back أنت هنا: Home مقالات واراء مشروع مسجد فكرة بريئة واحلام عريضة

مشروع مسجد فكرة بريئة واحلام عريضة

مشروع مسجد فكرة بريئة واحلام عريضة       
يتداول هذه الايام فيما بين الاخوة العراقيين من المسلمين اتباع اهل البيت (ع) المقيمين في سويسرا عموما ومدينة زيورخ خصوصا الحديث حول فكرة انشاء مسجد للجالية العراقية من اتباع اهل البيت تقام فيه الصلوات والشعائر الاسلامية ومكان يشكل ملتقى لكل العراقين بمختلف اهوائهم ومكان يتعلم فيه اولادنا - الجيل الثاني - تعاليم ديننا ولغتنا العربية بلهجتها العراقية وعاداتنا الحميدة. نعم هذا هو المشروع وهو ليس ولادة تجمع عراقي جديد في سويسرا وهو فكرة نبيلة لا تحتاج ان نجري استطلاع رأي عبر الانترنت بالتساؤل هل ترغب ام لا ترغب في اقامة المشروع.
وسأروي لكم ولادة الفكرة بكل بساطة.

بعد الانتهاء من احياء شعيرة اربيعينة الامام الحسين (ع) يوم السبت الموافق 11.03.2007 في قاعة المركز الثقافي في زيورخ (وغالبا ما تقام في هذه القاعة كثير من شعائر اهل البيت التي يقيمها مركز الامام الحسين (ع) الثقافي بالاضافة الى كونه مكان تجتمع فيه نسبة لابئس بها من الجالية العراقية يقيمون فيها ماتمهم وما اكثرها هذه الايام وافراحهم ان كان هناك ما يفرحهم) نبه الاخ قاسم الكوفي الحاضرين بان هذه القاعة سوف تغلق لان عقد الايجار قد يفسخ نهاية شهر اذار وسوف تفقد الجالية العراقية مكان كان يلتقي فيه الكثير من العراقيين . ولكوني انا من مدينة غير مدينة زيورخ فتواجدي في المكان يقتصر على المناسبات فقط وانا لست بتابع للاخ مدير المركز(مع كل احترامي وتقديري له ولعمله) كما يحلو للبعض ان يصف رواد المركز. هنا انبرى الاخ الحاج ثامر القيسي مذكرا البعض بفكرته القديمة التي طرحها قبل 10 سنوات المتمثلة بالاقتراض لشراء مقر ثابت لمركز الامام الحسين(ع) حيث كانت فكرته ان يقوم اربعه من الاخوة المؤمنين العاملين وهو احدهم باقتراض مبلغ من احد المصارف لتسديد قيمة شراء عقار يكون مقرا للمركز ولكن للاسف لم تنجح هذه الفكرة لان الكثير منا كان لايعمل وكان هناك امل لدى الكثير منا في العودة الى الوطن الحبيب والاهل وطي صفحة الاغتراب. هنا تداخل الاخ السيد صباح الموسوي قائلا الان وقد كثر عدد العراقيين واندمجوا في ركب الحياة السويسرية وهناك الكثير منهم يعمل وذوي دخل لابأس به وامل العودة الى العراق الوطن الام اصبح بعيدا وصار للكثير منا اطفال يجب علينا تعليمهم تعاليم دينهم ومبادئ لغتهم وعادات شعب ابائهم، من اجل هذا علينا ان نفكر في ايجاد مقر تتحقق فيه مثل هذه الطموحات البسيطة .
تداول الحاضرون اطراف الحديث ، كيف سيكون المكان، ايجار ام شراء ؟ لو كان شراء من اين سيؤتى بثمن العقار؟
هنا سمعت صوت الحاج ثامر مستشهدا بمقولة الشراء اضمن للبقاء ومنح الحاضرين فترة اسبوع كي يشاور كل منا عقله ويدرس ميزانيته ومقدار ما يمكن ان يتبرع به لشراء عقار لمشروع المسجد.
هكذا عاد كل منا من حيث اتي حاملا فكرة في رأسه وانا ايضا كنت من العائدين الى مدينتي شافهاوزن مفكراً في كيفية نقل هذه الفكرة النبيلة من حيز التنظير الى ميدان العمل والتطبيق.لا يخفى عليكم ان مشروع مسجد هو ليس مشروع انتاجي اي ليس هناك من مصرف يوافق على منح قرض عقاري لمثل هكذا مشروع. لذا يجب علينا ان نفكر بانه لا يتم شراء العقارالا بدفع كل بدل العقار. لكوني الم بشئ من علوم الهندسة والرياضيات بدأت افكر وببراءة ايضا في تبسيط الموضوع كمسألة حسابية بسيطة وكالآتي..
يقيم في سويسرا عدة الاف من العراقيين وهم بالطبع من مختلف الوان الطيف العراقي الجميل ولكن قلت مع نفسى من المؤكد ان من بين هؤلاء المئات من اتباع اهل البيت ومحبيهم ممن لا نرى من ظاهرهم الا خيرا، اي انه لو واوفق 200 شخص على ان يدفع كل شخص من هؤلاء المئتين من دخله الشهري 100 فرنك سويسري شهريا لكان بامكانه التبرع بمبلغ 1200 لمرة واحدة كصدقة جارية اوتبرع لعمل خير او ما الى ذلك لكان المبلغ 240.000 فرنك وهذا المبلغ يمكن ان يحول الفكرة الى واقع .
1
في الاسبوع التالى اقيم مجلس الفاتحة على روح المرحومة والدة الاخ السيد عماد الفحام في مقر المركز الثقافي نفسه، وبعد انتهاء مجلس الفاتحة جلسنا لتداول فكرة كيفية شراء العقار، هنا شرحت مواصفات المكان الذي يجب البحث عنه وبشكل يتناسب مع الامكانات المادية التي بامكاننا الحصول عليها انشاء الله وهنا تم التوصل الى ان يكون سهم التبرع 1000 فرنك سويسري كمساهمة في انشاء مسجد لاتباع اهل البيت في مدينة زيورخ حيث يقيم الغالبية العظمى من العراقيين و في تلك الجلسة تعهد الحاضرون بالتبرع بمبلغ 48000 فرنك واستبشر الجميع خيرا وحصلت لدى الحاضرين قناعة بان هناك الكثير من الاخوة العراقيين من لم يعرفوا بفكرة هذا المشروع ويجب ان يفاتحوا ويتعرفوا على المشروع ليشاركوا في تأسيس مثل هكذا عمل لوجه الله ومفتوحة ابوابه لكل فاعل خير.
هنا بدا التحرك لعرض الفكرة على الاخرين من لم يتواجدوا في تلك المناسبتين لسبب او لاخر وبعد اسبوعين دعي الى لقاء في مدينة لايم باخ القريبة من مدينة زيورخ حضر فيها كثير ممن لم يحضروا وبدا النقاش ومع بداية النقاش اخذت الفكرة البريئة تتيه بين نقاشات الحاضرين فهذا يطلب نظام داخلي وذلك يطلب ان تكون هناك ديمقراطية رئاسية واخر يطلب ان يكون مركز لكل العراقيين وليس مركز اسلامي وقائل يقول عليكم ان تفكروا الى اين تؤول ممتلكاته اذا حل المشروع بعد تاسيسه؟ وهكذا ختم اللقاء الى لقاء اخر.وعاد كل منا كمافي المرة السابقة من حيث اتى يحمل الفكرة وشاغلا عقله بتساؤلات واحلام قريبة وبعيدة. بعد هذا اللقاء اصبحت الفكرة تتضخم والطموحات تتسع وجلسات المداولات بين اقطاب مجموعة هنا ومجموعة هناك وبدأ يظهر شئ ما يحاول ان يعيق طريق الفكرة.
مساء يوم الاحد الموافق 22.04.2007 دعيت الى لقاء في بيت اخ عزيز حضره بعض الاخوة وكنت في المبدأ مستمعاً مفكرا في نفسي فيما يقال هل من المعقول ان يقال كل الذي قيل وتبنى الامال والاحلام على تلك الفكرة البريئة.
لم تكن الفكرة اقامة حكومة في المنفى , لم تكن الفكرة اقامة حزب , لم تكن الفكرة اقامة قناة فضائية, لم تكن الفكرة غير فكرة مسجد. حاولت ان اوضح فكرة المشروع فلم تفلح محاولتي في اذابة بعض الجليد من ازمة الثقة التي طرهها بعض الحاضرين والتقليل من طموح البعض الاخر. وهكذا عدت لوحدي ليلا وتركت الفكرة تتيه بين افواه المتكلمين طالبا من كل عراقي مسلم محب لمحمد واله الاطهار ان يساهم في ان ترى هذه الفكرة طريق الفعل والتنفيذ كي نستطيع ان نوصل تعاليم ديننا العظيم الى اولادنا الذين سوف نقف بين يدي الباري طويلا بسببهم ونسال ماذا قدمنا لهم ولكي لا يقول الاخ الحاج ثامر بعد 10 سنوات (اطال الله في عمره) اي في 2017 كنت قد طرحت في عام 2007 فكرة انشاء جامع ولكن هذه الفكرة لم تفلح في ان تجد طريق التنفيذ كونها قد تعبت من كثرما تقوه بها المتفوهون.
بسم الله الرحمن الرحيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العلي العظيم.

الحاج
فاضل الذهيباوي