الجمعة04192024

Last updateالأحد, 29 حزيران 2014 7pm

Arabic English French German Italian Spanish
Back أنت هنا: Home الاخبار المنقولة الوساخة في سويسرا.. ظاهرة تتفاقم

الوساخة في سويسرا.. ظاهرة تتفاقم

صناديق ملانة وقمامة في كل مكان - نهر الراين مدينة بازل
اتّـضح أن ظاهرة إلقاء الزبالة في الشارع تنتشر يوما بعد يوم في سويسرا، ما دفع العديد من المدن إلى اعتماد وسائل ردعية لمحاولة التصدّي لها.
ويعزو عدد من الخبراء هذا التطور غير المألوف إلى التغييرات الطارئة على العادات الاستهلاكية وإلى ضعف ارتباط الأجيال الجديدة بالفضاء العمومي.
لو تم إجراء استفتاء في الخارج حول صورة سويسرا في أذهان الأجانب، لكانت النتيجة متمثلة في وصف الكنفدرالية ببلد البنوك والدقة والنظافة. لكن التجوال في بعض شوارع عدد من المدن السويسرية، يكشف أحيانا أن النظافة، التي اشتهرت بها البلاد، قد أصبحت من ذكريات الماضي.

في أغلب المدن السويسرية، يسجل حجم القمامة ارتفاعا مستمرا، فعلى سبيل المثال، تم جمع 200 طن إضافي منها في العامين الماضيين وسط مدينة بازل، أي بارتفاع يقدر بـ 12،5%.

هذه الزيادة أكثر إثارة للاندهاش في القطارات ومحطات السكك الحديدية، ففي عام 2006، جمعت هيئة السكك الحديدية الفدرالية حوالي 29 ألف طن من القمامة، أي أكثر من ضعف حجمها مقارنة بعام 1999، وهي زيادة تسببت فيها جزئيا ظاهرة الصحف المجانية، التي توزّع بالخصوص في محطات القطار.


عدم تحضّـر

الأمر المثير للانشغال أكثر من ارتفاع حجم الزبالة، يتعلق بالخصوص بتراجع استعمال السويسريين لصناديق القمامة، ويؤكّـد بوريس فويلفلي، المسؤول عن جهاز التنظيف الحضري في جنيف، "لقد استنتجنا ارتفاعا واضحا للسلوك غير الحضاري".

هذا التغيّـر، الذي طرأ على عادات السكان، انعكس أيضا على المفردات المستعملة، حيث تحولت كلمة Littering (المقتبسة من مصطلح litter الإنكليزي، أي القمامة) إلى مفردة متداولة شعبيا، وخاصة في الأنحاء الناطقة بالألمانية من البلاد.

هذا الوضع، دفع العديد من المدن إلى محاولة التصدي لتفاقم الظاهرة، حيث يقول فويلفلي "لقد غيّـرنا وسائل عملنا، فعلى سبيل المثال، أصبحنا نمر العديد من المرات على النقاط الحرجة"، أما في برن، فقد فُـتح خط هاتفي مجاني لتمكين المواطنين من إعلام السلطات بمشاكل تتعلق بالقمامة.

بالإضافة إلى تكثيف الإعلام حول الظاهرة، اعتمدت عدة مدن وقرى إجراءات قمعية. ففي برن، ومنذ يونيو 2004، يعاقب إلقاء الزبالة على الأرض بغرامة تصل إلى 40 فرنكا، أما عدم التقاط فضلات الكلاب المرافقة، فتصل عقوبتها إلى 80 فرنكا، أما في بلدة wallisellen، في كانتون زيورخ، فسيتعرض أي شخص يبصق في الشارع، لغرامة مالية بـ 30 فرنكا، وذلك ابتداءً من غرة يونيو القادم.


بروز ظاهرة الأكلات السريعة، قد أحدث خلال السنوات الأخيرة حجما متزايدا من القمامة



بوريس فويلفلي، المسؤول عن جهاز التنظيف الحضري في جنيف

الأكلات السريعة

قبل ثلاثة أعوام، أجرت جامعة بازل دراسة، شملت 16 منطقة في خمس مدن سويسرية، اتّـضح من خلالها أن 30% من القمامة لا تذهب إلى الصناديق المخصصة لها، بل تظل على الأرض. أما في بعض الأماكن، مثل ضفاف نهر الراين في بازل، فتصل هذه النسبة إلى حوالي 70%، رغم توفر عدد كبير من صناديق القمامة.

هذه الأرقام شبيهة بما تم التوصل إليه من خلال دراسة أخرى أجريت في خمس مدن أوروبية، ويوضّـح تيل بيرغر، معد الدراسة، أن "ظاهرة إلقاء القمامة على الأرض Littering، تهم بالخصوص الفضاءات العمومية في وسط المدن أو بعض المناطق الأخرى، كالفضاءات المخصصة للنزهة".

ويضيف الباحث "في وسط المدن، يتوفر الناس على عدد أكبر من الأغراض التي يمكن لهم إلقاؤها، مثل جميع المعلبات الحاوية للأكلات السريعة. كما اتضح من خلال دراستنا، أن أكثر من 50% من الزبالة الملقاة على الأرض يتشكّـل من معلبات الأغذية أو عُـلب وزجاجات المشروبات".

هذه الاستنتاجات يؤكّـدها بدوره بوريس فويلفلي مشيرا إلى أن "بروز ظاهرة الأكلات السريعة، قد أحدث خلال السنوات الأخيرة حجما متزايدا من القمامة".


إن مشكلة الغرامات ترتبط بالخصوص بالتكاليف



تيل بيرغر، مُـعِـد الدراسة

تغيير مجتمعي

ويذهب تيل بيرغر إلى أن "هذا الوضع ليس ناجما عن حدوث تغيير في عادات الاستهلاك لدى السكان فقط، بل يعتبر نتيجة لتغيّـر حقيقي في المجتمع"، ويضيف الباحث "هناك ضُـعف في تماثل الهوية مع الفضاء العمومي، فكل شخص يبحث بأقل جهد ممكن عن تحقيق الحد الأقصى من الفائدة الشخصية على حساب المجموعة، وهذا يتجلى في الفضاءات العمومية من خلال ظاهرة إلقاء القمامة على الأرض أيضا".

ولكن أين يكمُـن الحل؟ بيرغر لا يبدو مقتنعا بأن القمع يمثل الحل الأفضل، ويقول "إن مشكلة الغرامات ترتبط بالخصوص بالتكاليف"، ذلك لأنه كي تكون هذه الإجراءات ناجعة، هناك حاجة إلى عدد لا بأس به من الأعوان المكلفين بالمراقبة.

وفي واقع الأمر، فإن عدد الحالات التي تم فيها تسجيل محضر للمخالفين، تُـعد على أصابع اليد الواحدة في المدن، التي اتخذت فيها إجراءات رادعة من هذا القبيل.


الوقايـــــة

في مدينة جنيف، تفضل السلطات التشديد على المقاربة الوقائية، حيث يشير بوريس فويلفلي إلى أنه "قبل عشرة أعوام، كانت ميزانيتنا المخصصة للإعلام تقدّر بـ 40 ألف فرنك، أما اليوم، فهي تصل إلى 250 ألف فرنك".

من جهة أخرى، انطلقت في المدينة التي تقع على ضفاف بحيرة ليمان منذ بداية العام، تجربة جديدة تتمثل في تعيين 15 موظفا يهتمون بتحسيس السكان باحترام الفضاءات العمومية.

إجمالا، لا يجب التهوين من ظاهرة رمي القمامة على الأرض، لأن النتائج المترتبة عنها لا تتعلق بجمالية مظهر المدن فحسب، لأنه "إذا ما امتزجت هذه الظاهرة في أحد الأحياء بإشارات أخرى، مثل الكتابة العشوائية على الجدران والنوافذ المكسرة، فمن المؤكّـد أنها تؤثر على الشعور بعدم الأمان"، على حد قول تيل بيرغر.


سويس انفو - دانيال مارياني

(ترجمه من الإيطالية وعالجه كمال الضيف)



الوقت اللازم لهضم الطبيعة لبعض أنواع القمامة

مناديل من ورق: 3 أسابيع
جرائد: من 3 إلى 12 شهرا
أعقاب سجائر: من عام إلى 5 أعوام
علكة: 5 سنوات
قشور الفواكه: من 3 أشهر إلى عامين
كؤوس البلاستيك: 100 عام
عُـلب الألومينيوم: من 100 إلى 500 عاما
أكياس البلاستيك: من 100 إلى 1000 عاما
البطاقات الهاتفية: 1000 عاما.
البلور: 4000 عاما.


الـسـيـاق

طبقا لمعلومات اتحاد المدن السويسرية، تبلغ تكلفة جمع القمامة الملقاة على الأرض، حوالي 35 مليون فرنك سنويا، وهو ما يساوي 10% من إجمالي النفقات المرصودة لتنظيف الساحات والطرقات.

تبلغ تكلفة جميع طن من هذه القمامة 5000 فرنك، وهو مبلغ يفوق بـ 16 مرة ما يُـنفق للحصول على نفس الكمية في أكياس القمامة أو في الصناديق المخصصة لها.



مواقع ذات علاقة

الحملة ضد إلقاء القمامة على الأرض في سويسرا (http://www.anti-littering.ch/ehome.html)
موقع مخصص لظاهرة إلقاء القمامة على الأرض في سويسرا (بالألمانية) (http://www.littering.ch/index.php)
دراسة جامعية مقارنة بين ظاهرة إلقاء القمامة على الأرض في سويسرا والنمسا (بالألمانية) (http://www.seecon.ch/zb_downloads/litteringcheu05.pdf)
المكتب الفدرالي للبيئة والمواصلات والطاقة والإتصالات (http://www.uvek.admin.ch/index.html)

--------------------------------------------------------------------------------


وصلة إلى الموضوع:http://www.swissinfo.org/ara/swissinfo.html?siteSect=105&sid=7772702