عندما تكبر النفوس تسمو

السماوي

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم . ( عندما تكبر النفوس تسمو )

التاريخ صفحات يكتبها الانسان بدمه وفكره وممارساته فتكن مناهل تغترف منها الاجيال ماينفعها او يضرها . فالعظماء والحكماء واصحاب العقول النيره يتركون لاممهم واجيالهم ماينهلون من علومهم وحكمتم ماينير الطريق امامهم . وهناك عكس ذلك فقد ترك الكثير من الطواغيت والجبابره صفحات من الهدم وفنون القتل والنفاق ودروس الحيلة والنفاق . فالمعركة قائمة منذ الأزل بين الفريقين . وخير مثال على تركة الأمم هي أمتنا العربيه والاسلاميه فلها تأريخها الضخم وأرثها العملاق بين الامم . فهناك عظمائنا ومفكرينا وفلاسفتنا خير مثال لامتنا في كتابة أرث الصالحين والسائرين على طريق الخير والصلاح والمحبة والتسامح وضربوا لنا مثلا رائعا كتبوه بدمائهم وعقولهم واقلامهم . يعتلي ذلك المشهد الشاهق نبي الامه ودليل المتحيرين ومشعل الحرية والكرامه المصطفى محمد صلى الله عليه واله . هذا النبي الذي أحدث في نفوس وضمائر الامم الهزات العنيفه في اعادة المعادلات الى اماكنها الصحيحه بعد ما أصابها الانحراف والضياع . فاهتزت لها فرائص الاعداء تعجبا وحيرتة واصابها الذهول ووقفت حائرة أمام سمو نفسه الكريمه حتى بلغت مداها في افق السماء اللامتناهي . فذاك ابو جهل أحد اعظم اعمدة الكفر والنفاق وحامي حمى الرذيله وقف مندهشا وقال قولته الشهيره .. والله لقد قتلني هذا الرجل باخلاقه . ولقد ترك لنا هذا النبي الكريم صفحات خالده حملها العظماء من بعده يتوارثونها جيلا فجيلا كلما اراد الطغاة والمغرضون تشويه صفحة من صفحاته كانت لهم دماء وعقول التابعين بالمرصاد . فهو القدوة الحسنه في كل مافعله وقاله ونطقت به جوارحه . وحري بنا نحن في الوقت العصيب الذي نمر به ان ننهل من مائه العذب وتعاليمه الواضحه في التسامح والاخلاق فكان رحيما حتى مع اعدائه . فوقف روحي له الفداء في عرصات الطائف وقد سالت دمائه الزكيه من جسده الشريف وقد رفع يده الشريفه الى السماء وقال قولته الخاده التي مازالت ترن في اذن التاريخ وتزلزل الاذان . ( اللهم اغفر لقومي انهم لايعلمون) . وقالها ابو الاحرار في عرصات كربلاء وبكى دما على القوم الذين لايعلمون . وتكررت كثيرا على مدى التاريخ . فكان ابو جعفر شهيد الفكر والكلمة جسد تلك المقوله في ابهى صورها فكان رحيما حتى على جلاديه . ولقد أخذنا منهم شيئا يسيرا من مائهم العذب وشممنا من نفحات عطرهم الزكي . ورفعنا ايادينا الى أعنان السماء يوم كان جلادونا في عراقنا الجريح يهون على اجساد اخواننا في معتقلات البعث الصدامي ويسحقون رؤسنا ظنا منهم ان نشاركهم جرائمهم او ان ننزع ثوبا لبسناه طوعا . قلنا اللهم اغفر لقومنا انهم لايعلمون . احيائا لمقولة نبينا . وأمامنا الحسين يوم عاشوراء . وسيرا على نهج مفكرنا الخالد الصدر العظيم . وستبقى تلك المقوله يتداولها الاجيال جيلا فجيلا . يدعون لجلاديهم وظالميهم . وتلك المقولة لم تكن عن عجز او ضعف او هوان فكانت الكلمات تخرج من القلوب قبل الحناجر . لأن الصفحة الثانيه من تاريخ امتنا أثبتت عظمة وصدق الكلمات التي خرجت من القلوب . فعندما دخلت النفوس المؤمنه الى مكه في فتحها الخالد ووقفت النفوس الكبيره والكريمه وأمسكت بأعمدة الكفر والنفاق والجلادين . وقالت لهم تسائلهم . ماذا تضنون اني فاعل بكم . قالوا كريم وابن أخ كريم . قال لهم روحي له الفداء اذهبوا فانتم الطلقاء . فكان ذلك درسا ونورا ومنهجا للتسامح وقوة النفوس الكبيره التي مازالت حتى يومنا هذا وستبقى تعطي للأجيال معنى التسامح والعفو . ولقد وقفنا على رؤوس أعدائنا وظالمينا في اسواق مدننا وطرقها وقد امسكنا بهم يوم هوى الطاغوت وانهزموا صاغرين . وقد كانت صور وكلمات فتح مكه ماثلة امام نفوسنا وعيوننا وقد أعدناها عليهم ثانية . ماذا تظنون أنا فاعلون بكم . قالوا كرماء وابناء كرماء . قلنا لهم خذوها ثانية وثالثة اذهبوا فأنتم الطلقاء . حبا وتيمنا بنبينا الكريم الذي علمنا العفو والتسامح والكرم . ولرب سائل كريم يسال ماهو المغزى والمعنى والهدف من كتابة موضوعنا هذا . أقول هو . اولا تذكرة لي ولكل الاخوه الاعزاء والاخوات العزيزات من ان نتذكر مارسمه لنا قادتنا وائمتنا من دروس الخير والمحبة والتسامح فيما بيننا . ولقد شملت الرحمه والتسامح حتى مع أشد الناس عداوة وضراوة . فما بالك مع النفوس المؤمنه والكريمه والنبيله اذا اختلفت في أمر ما . او اشتبهت عليهم بعض الامور . فألى نفسي أولا والى كل النفوس الكريمه التي اختلفت فيما بينها . او اشتبه عليهم امر ما . أن تجعل نصب أعينها دروس الحكمه والتسامح والمحبه التي تركها لنا معلمنا وحبيبنا المصطفى (ص) وان تتشابك القلوب والاذرع والنفوس والضمائر لتصنع لاجيالنا لوحة اخرى من لوحات المحبة والتسامح لتكن علما ومشعلا لهم ليزيدوا عليها من بصمات المعرفه والتسامح لاجيال اخرى تاتي ولنترك الحقد والضغينه ولا نجعل للشيطان ثغرات في قلوبنا ونفوسنا لينفذ منها او ينال مراده . جزى الله العاملين والساعين والقائمين على مبادئ الخير والمحبة والمعرفه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ودمتم للخير فاعلين.

اخوكم الأصغر . ابو فاطمه السماوي . زيورخ
 
أعلى