مهجة العراق
Member
يعيش الحاكم العربي حالة من القلق مصحوبة بالهلع هذه الايام، نتيجة الهزة العنيفة التي احدثتها ثورة الياسمين في تونس الخضراء وثورة الغضب المصرية في قاهرة المعز ، وسبب هذا القلق هو الخوف من سقوط كرسي الحكم من تحت الحاكم هذا او ذلك ويظهر عاريا امام الجماهير تلاحقه اللعنات وترفضه الدول التي كان قبل اشهر من اقرب المقربين لها، لان كرسي الحكم الذي جلس عليه لم يشارك في صنعه الشعب وانما جاء مستوردا من دهاليز البنتاغون او ال ( cia ) ، ومختوما من الخلف ( صنع في امريكا ) . لذلك سارع اغلب الحكام العرب الى مصارحة الشعب وابداء المساعدة له والاستماع الى معاناته وزادوها قليلا ان خصصوا له بعض ( الدولارات ) الشهرية، وطيبوا خاطره باجراء تعديلات وزارية واعطاء بعض الحريات للاعلام وبعضهم غير الموجة وتنازل عن ( رئاسة مدى الحياة ) ، والاخر استبق الاحداث وبشر بخروج مظاهرات شعبية تطالب بتحسين الخدمات والماء والكهرباء والامن والقضاء على الفساد المالي والاداري وتعيين جيش العاطلين وغيرها ، وكأنه يملك العصا السحرية لهذه المآسي ليزيلها برمشة عين ، وابدى استعداده للتنحي عن الولاية الثالثة رغم وجود فقرة بالدستور تسمح بولايات رئاسية لا حصر لها من السنين، كيف لا وهو القائل ( ماننطيها ) ، هل هو ذر الرماد في العيون ام الضحك على ذقون قوائم انبطحت امام هذا الكلام المعسول وبلعت الطعم وذهبت ( بالرجلين )،. على كل الحكام العرب الان في حيرىحقيقية يريدون ارضاء الجماهير بأي صورة كانت لانهم يدركون ان انظمتهم الاستبدادية اكتسبت شرعيتها من امريكا وليس من الشعب العربي، لذلك يعلمون علم اليقين ان الشعب سيلفظهم ذات يوم قريب عندما تتخلى عنهم امريكا وترميهم كما رمت من قبلهم زين العابدين بن علي وحسني مبارك وقبلهم شاه ايران وغيرهم ، واستغلوا هتافات الجماهير كما هي الان في كل مدن العراق ضد الاستبداد والجوع والقتل والاعتقالات وسوء الخدمات وقمع الحريات وضد الفساد والمفسدين الكبار قبل الصغار ، وهذا ماتشهده مدن الاردن واليمن والجزائر و..... وغيرها من بلاد العرب انها صحوة الجماهير وغضبتها بوجه الحكام المستبدين بعد ان عانت الحرمان والخوف والجوع والاقصاء والسجون قمع الرأي الاخر من مكانها وهكذا تندلق الى الشوارع بثورات شعبية عفوية بعد ان اثبتت الاحزاب العربية فشلها في قيادة الجماهير وتغيير الحكام المأجورين الذليلين لامريكا ،لذلك نقول ان كرسي الاستبداد حان له الرحيل والتغيير، وماتعلق حسني مبارك بهذا الشكل العجيب ما هو الا غريق يتعلق بقشة وسط بحر هائج من الجماهير التي قررت ازاحته بأي ثمن كان، حتى لو اطلق عليها ( بغاله وجماله ) وبلطجيته ، وفي مكان اخر ميليشياته ، فان غضبة الجماهير ماحقة كأعصار لا يهدأ، وما على كرسي الاستبداد وصاحبه الا الرحيل لحفظ ماء الوجه قبل ان تدوسه اقدام المظلومين الجياع في ساحات البلاد وهي نهاية كل دكتاتور مستبد ، فمن يتعظ ياترى ؟ ايها الحكام انتبهوا .... وعوا وثقوا ... ان امريكا لاتدوم لاحد .. ، والعاصفة اقتربت .