التأريخ يعيد نفسه ... فمن يلعب دور شريح في هذا العصر

التأريخ يعيد نفسه ... فمن يلعب دور شريح

بقلم د. محمد المياحي
‏الأحد‏، 19‏ حزيران‏، 2011

الكثير منا من قرأ واطلع على ما جرى في كربلاء وما لازمها من احداث ومقدمات سبقت الواقعة . واكثر ما اذهلني واسترعى انتباهي هو حينما قام عبيد الله بن زياد بطلب المال من يزيد معللا ذلك بانه يريد شراء الذمم ويشترى ايضا السلاح . حيث قام بتوزيع الاموال التي اخذها يزيد من الصليبيين على الواجهات ورؤساء القبائل وبالذات اشترى ذمة ( شريح القاضي ) حيث كان هذا الرجل من اصحاب الامام علي عليه السلام حيث دفع له مائتي الف دينار كرشوة مقابل فتوى بان الحسين عليه السلام خرج على امام زمانه وحرمة محاربة يزيد وبيع السلاح لعبيد الله بن زياد . ومن جانب اخر امر عبيد الله بن زياد الطبالين والمبلغين بان يذيعوا في الاسواق والمحافل ان من لديه قطعة سلاح . سيف , درع , نبل , رمح او سهم فان عبيد الله يشترى قطعة السلاح الواحدة بعشرة دنانير وهذا المبلغ زهيد بالنسبة الى الوضع المعيشي المتردي في الكوفة آنذاك . فاخذ الشباب سيوفهم ونبالهم التي تحميهم وتحمي اعراضهم الى قصر عبيد الله ليبيعوها . وحملت النساء رجالهن على بيع سيوفهم . والفتيات يهددن بفسخ الخطوبة اذا لم يبيع خطيبها سيفه وترسه كي يتزوجان كونهما مخطوبان منذ زمن طويل . وغيرها من الضغوطات المادية والاجتماعية والنفسية التي ساهمت في بيع السلاح الى عبيد الله بن زياد . وتخلف اهل الكوفة عن مسلم بن عقيل لأنهم قد باعوا دينهم وذممهم وسلاحهم . فخسروا الدنيا والاخرة وتسلط عليهم من بعد الحسين عليه السلام من لا يرحمهم .
ولأن النبي الاكرم قد اخبرنا بقوله صلوات الله تعالى عليه واله (التاريخ يعيد نفسه القذة بالقذة ) اي الذرة بالذرة . وقال ايضا ( لتحذون حذو الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل )
ففي يومنا هذا الكل قد سمع ان لم يكن قد رأى وكلاء ومعتمدي مرجعية السيد السيستاني وبالذات منهم (السيد محمود العوادي) معتمده في مدينة الديوانية وعبد المهدي الكربلائي في مدينة كربلاء ومناف الناجي في العمارة وفي النجف القبنجي وغيرهم . حيث قاموا بشراء قطعة السلاح بمبلغ عشرة الالاف دينار عراقي ويزداد المبلغ كلما ازداد السلاح اهمية . وانا بأم عيني شهدت هذا الموقف آنذاك . وكذلك الكل يعلم بصدور فتوى منه تتكون من اربعة عشر نقطة كان من ضمنها وجوب تسليم السلاح الى قوات الائتلاف الصديقة كما كان يسميها آنذاك وعدم جواز محاربة المحتل . حيث صدرت هذه الفتوى بعد اشهر من احتلال العراق .
وعلى ما يبدو ان خيوط الحقيقة بدأت تتكشف لديك عزيزي القارئ من خلال الربط بين الكلام الذي ذكره وزير الدفاع الامريكي الاسبق الذي جاء لمحاربة الاسلام ( دونالد رامسفيلد ) في مذكراته التي تملأ المواقع وبين هذه الحادثة . وبالذات المائتي مليون دولار امريكي كرشوة مقابل هذه الفتوى التي اهم فقرتين فيها عدم محاربة الامريكان كونهم قد خلصونا من صدام والاخرى هي شراء السلاح من المواطنين بصورة شرعية ومضمونة لكي لا يستخدم ضد المحتل .
 
عودة
أعلى