(الكعكة العراقية و الدم المستباح))

(الكعكة العراقية و الدم المستباح))

--------------------------------------------------------------------------------

إن المراقب للساحة السياسية والمشهد السياسي في العراق يجد أن من ابرز ملامح المرحلة الراهنة هو الصراع والتسابق على السلطة وبالأخص المناصب السيادية والرئاسات الثلاث،وبالطبع ليس حرصا على خدمة الشعب العراقي المظلوم والمضطهد والمحروم لعقود طويلة، وكذلك فان ما يميز هذه المرحلة أيضا هو فقدانها لأبرز مقومات الشخصية والأخلاق العربية بشكل عام والشخصية والأخلاق العراقية بشكل خاص، والتي تتميز بالمروءة والشهامة ونكران الذات والتضحية بكل غال ونفيس من اجل الوطن والأخ وابن العم والجار والصديق،بل تتعداها بالتخلق بكل ما هو ذميم من الأخلاق والصفات الممقوتة والتي تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان،وعلى طليعة هذا الركب وفي مقدمته القادة السياسيين العراقيين قادة الكتل الوطنية والأحزاب المناضلة والائتلافات الشريفة التي ضربت عرض الجدار كل الأعراف والقيم والأخلاق والمبادئ والمقدسات في العراق من اجل الوصول والحصول على كل ما هو وضيع وزائل والذي لم يدم لغيرهم من لعقة الدم ومستبيحي الأعراض وقتلة النفوس البريئة الطاهرة وهدام المقدسات ومخربي الأوطان وسراق الثروات،لبسوا مختلف الملابس وتقنعوا بأنواع الأقنعة وأباحوا لأنفسهم كل المحرمات والتفوا على القوانين التي وضعوها وسوغوا لأنفسهم كل شيء وباعوها للأجنبي وشربوا كاس الخيانة والعمالة كاس الذل والهوان والحقوا بأنفسهم الخزي والعار من اجل الفوز بالحصة الأكبر مما يسمى بالكعكة العراقية أو كعكة السلطة ،ولو كان الأمر يقف عند هذا الحد لكان أهون بل إن الأمر قد تعدى ذلك،حيث أن القادة العراقيين الذين يجب أن يمثلوا ويقدموا المصلحة الوطنية ،أصبحوا يتفننون في ما يقدمه المطبخ السياسي العراقي من طبخات،فقد أبدعوا وتقدموا على كافة السياسيين في دول العالم اجمع بان زخرفوا الكعكة السياسية العراقية بالدم العراقي لكل طفلة وامرأة وشيخ من شمال العراق إلى جنوبه،استباحوا الدم العراقي الطاهر بالمفخخات وبمختلف الأعمال الإرهابية وكلهم يدعون بأن الآخر هو من قام بذلك سعيا من الجميع لتسقيط المقابل والحصول على الحصة الأكبر أو الانفراد بالسلطة أو كما أسلفنا...(الكعكة العراقية).
 
عودة
أعلى